تَفْسِيْر آَيَة الْكُرْسِي قَال الْلَّه تَعَالَى : الَّلَه لَآ إِلَه إِلَا هُو الْحَي الْقَيُّوْم لَا تَأْخُذُه سِنَة وَلَا نَوْم لَه مَا فِي الْسَّمَوَات وَالْأَرْض مَن ذَا الَّذِي يَشْفَع عِنْدَه إِلَا بِإِذْنِه يَعْلَم مَا بَيْن أَيْدِيَهِم وَمَا خَلْفَهُم وَلَا يُحِيْطُوْن بِشَيْء مِّن عِلْمِه إِلَا بِمَا شَآَء وَسِع كُرْسِيُّه الْسَّمَوَات وَالْأَرْض وَلَا يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُو الْعَلِي الْعَظِيْم . الْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن وَصَلَّى الْلَّه عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد وَعَلَى آَلِه وَصَحْبِه الْأَكْرَمِيْن ،... فَقَد وَرَد فِي صَحِيْح الْبُخَارِي مِن حَدِيْث أَبِي كَعْب أَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم قَال فِي آَيَة الْكُرْسِي أَنَّه سَيِّدَة آَيِي الْقُرْآَن . هَذِه الْآَيَة الْجَلِيْلَة الْعَظِيْمَة الْنَّفْع الْمُسَمَّاة آَيَة الْكُرْسِي قَال عَنْهَا رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم سَيِّدَة آَيِي الْقُرْآن أَي أَفْضَل آَيَة فِي الْقُرْآَن لِمَا احْتَوَت عَلَيْه مِن الْمَعَانِي الَّتِي مِنْهَا تَوْحِيْد الْلَّه تَعَالَى وَلِمَا فِيْهَا مِن اثْبَات عَلِم الْلَّه تَعَالَى الْمُحِيْط وَأَن أَحَدا سِوَى الْلَّه لَيْس عَلِمْه مُحِيْطا بِكُل شَيْء وَأَن الْلَّه تَعَالَى هُوَالْقَائِم بِتَدْبِيْر أُمُوْر الْخَلْق . وَفِي هَذِه الْآَيَة أَن الْلَّه تَبَارَك وَتَعَالَى لَا يَعْتَرِيَه عَجْز وَلَا سِنَّة وَلَا نَوْم . الْلَّه لَآ إِلَه إِلَا هُوَالْحَي الْقَيُّوْم وَفِي هَذِه الْآَيَة وَصْف الْلَّه تَعَالَى بِأَنَّه لَا إِلَه سِوَاه أَي لَا أَحَد يَسْتَحِق أَن يُعْبَد إِلّا الْلَّه وَأَنَّه حَي أَي ذُوحَيَاة أَزَلِيَّة أَبَدِيَّة لَيْسَت كَحَيَاة غَيْرَه بَل حَيَاة غَيْرِه بِالْرُّوْح وَالْدَّم وَاللَّحَم ، وَفِي هَذِه الْآَيَة إِثْبَات أَن الْلَّه مُسْتَغْن عَن كُل شَيْء وَاحْتِيَاج كُل شَيْء إِلَيْه ، وَكَذَلِك فِي هَذِه الْآَيَة إِثْبَات أَن الْلَّه مَوْجُوْد بِلَا بِدَايَة ، فَالْمَوْجُوْد بِلَا بِدَايَة لَا يَحْتَاج إِلَى غَيْرِه لِأَن وُجُوْدُه بِذَاتِه ، أَمَّا مَا سِوَى الْلَّه فَوُجُوْدُه بِغَيْرِه ، وَمَا سِوَى الْلَّه حَادِث ، لِأَنَّه لَم يُوْجَد إِلَا بِإِيْجَاد الْلَّه وَكُل مَوْجُوْد حَادِث إِلَا الَلّه تَعَالَى فَإِنَّه أَزَلِي فَهُوَالْمَوُجُوّد بِذَاتِه ، الَلّه تَعَالَى أَوْجَد الْأَشْيَاء ، أَبْرَزَهَا مِن الْعَدَم إِلَى الْوُجُوْد . الْعَوَالِم الْعُلْوِيَّة وَالْسُّفْلِيَّة بِمَا فِيْهَا مِن ذَوِي الْأَرْوَاح كَالْمَلَائِكَة وَالْإِنْس وَالْجِن لَا تَسْتَغْنِي عَن الْلَّه لَحْظَة ، فَلَا مَوْجُوْد بِذَاتِه إِلَا الْلَّه ، وَلَا يُقَال لَا مَوْجُوْد إِلَّا الْلَّه لِأَن هَذَا الْقَوْل فَاسِد إِنَّمَا الْكَلِمَة الْصَّحِيْحَة هِي لَا مَوْجُوْد بِذَاتِه إِلَا الْلَّه . الْحَي : الَلّه تَعَالَى وَصَف نَفْسَه بِهَذِه الْآَيَة الْكَرِيْمَة بِأَنَّه حَي ، وَمَعْنَى الْحَي إِذَا أُطْلِق عَلَى الْلَّه الَّذِي لَه حَيَاة لَيْسَت كَحَيَاة غَيْرَه بَل أَزَلِيَّة أَبَدِيَّة ، أَمَّا حَيَاة غَيْرُه فَإِنَّهَا بِالْرُّوْح ، هَذَا بِالْنِّسْبَة لِلْإِنْس وَالْجِن وَالْمَلائِكَة وَغَيْرِهِم . الْلَّه مَوْصُوْف بِحَيَاة أَزَلِيَّة أَبَدِيَّة إِنَّمَا هِي حَيَاة يَعْلَمُهَا الْلَّه تَبَارَك وَتَعَالَى ، نَحْن لَيْس عَلَيْنَا أَن نَعْرِف حَقِيْقَة حَيَاة الْلَّه تَعَالَى ، إِنَّمَا عَلَيْنَا أَن نَعْلَم أَن لِلَّه حَيَاة لَا تُشْبِه حَيَاة غَيْرِه ، الَلّه تَبَارَك وَتَعَالَى حَي أَي ذُوحَيَاة لَيْسَت كَحَيَاة غَيْرِه فَنَقُوْل عَن الِلَّه تَعَالَى حَي لَا كَالْأَحْيَاء . الْإِنْسَان قَبْل أَن يُنْفَخ فِيْه الْرُّوْح فِي رَحِم أُمِّه ، الْجَنِيْن فِي بَطْن الْأُم لَا يَكُوْن حَيَّا حَتَّى يُنْفَخ فِيْه الْرُّوْح ، أَي أَن مَلَك الرَّحِم يَأْخُذ الْرُّوْح الَّتِي جَعَلَهَا الْلَّه لِهَذَا الْجَنِيْن ، يَأْخُذُه بِأَمْر الْلَّه تَعَالَى وَيَضَعُه فِي الْجَنِيْن فِي رَحِم أُمِّه ، هَذِه حَيَاة الْإِنْسَان ،فَحَيَاة الْإِنْسَان بِالْرُّوْح ، وَالْجَنِيْن حَادِث وَإِن كَانَت الْرُّوْح خُلِقَت قَبْل الْجَسَد بِزَمَان طَوِيْل وَلَكِنَّهَا حَيَاة حَادِثَة ، لِأَن الْرُّوْح كَانَت مَعْدُوْمَة ثُم خَلَقَهَا الْلَّه فَصَارَت مَوْجُوْدَة . إِنْتَهَى . الْقَيُّوْم : الَلّه تَبَارَك وَتَعَالَى وَصَف نَفْسَه أَيْضا فِي هَذِه الْآَيَة الْقَيُّوْم أَي الْمُدَبِّر لِجُمَيْع الْأَشْيَاء ، الَلّه تَبَارَك وَتَعَالَى هُوَمُدَبّر كَل الْأَشْيَاء ، وَلَيْس مَعْنَى الْقَيُّوْم كَمَا يَقُوْل الْبَعْض الْدَّاخِل وَالْحَال فِيْنَا ، فَهَؤُلَاء جَعَلُوٓا الْلَّه حَالا فِي أَجْسَادِنَا ، فَعَلَى قَوْلِهِم دَاخِل فِي كُل فَرْد مِن أَفْرَاد الْإِنْسَان وَهَذَا كُفْر . الْإِسِمَاعُلّيّة طَائِفَة نُسِبَت إِلَى إِسْمَاعِيْل بْن جَعْفَر تَعْتَقِد أَن الْلَّه حَال فِي إِسْمَاعِيْل ، تَعَالَى الْلَّه عَن قَوْل الْكَافِرِيْن هَؤُلَاء وَإِن ادَّعَوْا الصُّوْفِيَّة فَهَؤُلَاء كَافِرِيْن لِأَن الْإِسْلَام تَوْحِيْد الْلَّه تَعَالَى أَي إِثْبَات وُجُوْد الْلَّه مَع إِعْتِقَاد بِأَن الْلَّه وَاحِد لَا شَبِيْه لَه ، مَع الْإِعْتِقَاد أَنَّه لَا يَمَس شَيْئا وَلَا يَحِل بِشَيْء وَلَا شَيْء يُحِل بِه ، هَذَا هُوَالتَّوْحِيد . أَمَّا المَلَائِكَة فَهُم يُحِلُّوْن فِي جِسْم الْإِنْسَان ، مَلَائِكَة الْرَّحْمَن ا لْمُوَكَّلُون فِي تَصْوِيْر الْرَّحِم يُدْخِل إِلَى رَحِم الْمَرْأَة مِن غَيْر أَن تَشْعُر ( يُدْخِل مَن الْبَطْن)، الْمَلَاك يَدْخُل وَيَخْرُج لوَظِيفَتِه ، وَوَظِيفَتُه تَصِوَير الْجَنِيْن عَلَى حَسَب مَا يَتَلَقَّى الْأَمْر مِن الْلَّه تَبَارَك وَتَعَالَى ، فَاللَّه جَل وَعَلَّا أَن يَكُوْن كَهَذِه الْأَشْيَاء ، فَاللَّه لَا يُجَوِّز عَلَيْه أَن يَحُل فِي جَسَد الْإِنْسَان ، وَالْوَيْل لِمَن يَقْرَأ هَذِه الْآَيَة قَوْلُه تَعَالَى الْحَي الْقَيُّوْم وَيُعْتَقَد هَذَا الْإِعْتِقَاد الْفَاسِد فِي حَق الْلَّه تَعَالَى . لَا تَأْخُذُه سِنَة وَلَا نَوْم قَال الْلَّه تَبَارَك وَتَعَالَى لَا تَأْخُذُه سِنَة أَي لَا يُصِيْبُه نُعَاس وَلَا نَوْم مُنَزَّه عَن الْنُّعَاس وَالْنَّوْم ، فَاللَّه تَعَالَى مُنَزَّه عَن الّتَطْوِر وَالإِنْفَعَالَات وَهُوَخَلّق فِيْنَا الإِنْفَعَالَات وَالَتَطَوُّرَات لِأَن خَالِق الْشَّيْء لَا يَكُوْن مَوْصُوْفَا بِمَا خَلَق ، الَّذِي خَلَق الْنَّوْم وَالْنُّعَاس وَالْتَّطَوُّر وَالإِنْفَعَالَات لَا يَكُوْن مِثْل هَذِه الْصِّفَات ، نَحْن رِضَانَا وَحُبِّنَا وَكَرَاهيْتِنا إِنْفِعَال نَفْسِي ، فَأَمَّا الْلَّه تَعَالَى فَلَا يَجُوْز أَن تَكُوْن مَحَبَّتُه لِلْمُؤْمِنِيْن إِنْفِعَال نَفْسِي ، يُفْهَم مِن هَذِه الْكَلِمَة لَا تَأْخُذُه سِنَة وَلَا نَوْم أَي تَنْزِيْه الْلَّه عَن أَن يُصِيْبُه تَطَوُّر وَإِنْفَعَالَات ، فَكَمَا نَنْفِي عَن الْلَّه الْنَّوْم وَالْنُّعَاس يَجِب أَن نَنْفِي عَنْه سَائِر التَّطَوُّرَات وَالإِنْفَعَالَات . فَلَا يَجُوْز الْإِعْتِقَاد أَن مَحَبَّة الْلَّه لِلْمُؤْمِنِيْن وَكَرَاهِيَتِه لِلْكُفَّار إِنْفِعَالَات . لَه مَا فِي الْسَّمَوَات وَمَا فِي الْأَرْض قَال الْلَّه تَعَالَى: لَه مَا فِي الْسَّمَوَات وَمَا فِي الْأَرْض أَي أَنَّه مَالُك مَا فِي الْسَّمَوَات وَمَا فِي الْأَرْض ، أَي مِن ذَوِي الْعَقُول كَالْمَلَائِكَة وَالْإِنْس وَالْجِن وَغَيْر ذَوِي ا لْعُقُوْل كَالْبَهَائِم وَغَيْرِهَا، الَلّه تَعَالَى مَالِك كِل ذَلِك . مَن ذَا الَّذِي يَشْفَع عِنْدَه إِلَا بِإِذْنِه مَعْنَى هَذِه الْكَلِمَة أَن لَا أَحَدَا يَشْفَع عِنْد الْلَّه إِلَّا بِإِذْن الْلَّه ، فَيَوْم الْقِيَامَة يَشْفَع الْمَلَائِكَة لِعُصَاة الْمُسْلِمِيْن . الْمَلَائِكَة بِمَا أَنَّهُم أَطْهَار لَيْس عَلَيْهِم ذُنُوْب ، مُطِيْعُوْن لِرَبِّهِم لَا يَعْصُوْن الْلَّه ، يُشَفِّعُهُم ا لْلَّه تَعَالَى فِي عُصَاة الْمُسْلِمِيْن ، بَعْض عُصَاة الْمُسْلِمِيْن الَّذِيْن مَاتُوْا قَبْ ل الْتَّوْبَة يُشَفِّع الَلّه تَعَالَى فِيْهِم الْمَلَائِكَة وَ بَعْضُهُم يُشَفِّع فِيْهِم سَيِّدِنَا مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم ،. مُحَمَّد وَأَوْلِيَاء أُمَّتِه وَالْشُّهَدَاء يَشْفَعُوْن ، أَمَّا سَائِر الْأَنْبِيَاء فَإِنَّمَا يَشْفَعُوْن لِعُصَاة الْمُسْلِمِيْن مِن أُمَمِهِم ، الْمَسِيْح يَشْفَع فِي عُصَاة الْمُسْلِمِيْن مِن أُمَّتِه مِن أَهْل الْكَبَائِر لَكِنَّه لَا يَشْفَع إِلَا بِإِذْن الْلَّه ، كَذَلِك مُوْسَى يَشْفَع فِي عُصَاة أُمَّتِه ، أَمَّا الْكُفَّار فَلَا يَشْفَع فِيْهِم أَحَد مِن أَنْبِيَاء الْلَّه لَا الْمَسِيْح وَلَا مُحَمَّد . الْلَّه لَا يَأْذَن لَا لِلْأَنْبِيَاء أَن يَشْفَعُوَا لِلْكُفَّار كَذَلِك الْرَّسُوْل لَا يُشَفَّع لِمَن مَات عَلَى الْكُفْر ، وَكَذَلِك الْمَسِيْح وَمُوَسَى لَا يُشَفَّع لِهَؤُلَاء الْيَهُوْد الَّذِيْن كَذَّبُوُا الْمَسِيْح وَمُحَمَّد قَال الْلَّه تَعَالَى لَا يَشْفَعُوْن إِلَا لِمَن ارْتَضَى أَي إِلَا لِمَن مَات عَلَى الْإِيْمَان . أَهْل الْسَّمَوَات الْمَلَائِكَة وَأَهْل الْأَرْض الْأَنْبِيَاء وَالْأَوْلِيَاء وَالْشُّهَدَاء لَا يَشْفَعُوْن يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا لِعُصَاة الْمُسْلِمِيْن ، لَا يَشْفَعُوْن لِمَن عَبَد غَيْر الْلَّه ، فَمَن ظَن أَن نَبِيا مِن أَنْبِيَاء الْلَّه يَشْفَع لِبَعْض الْكُفَّار فَإِنَّه كَفَر لِأَنَّه كَذَّب الْقُرْآَن . يَعْلَم مَا بَيْن أَيْدِيَهِم وَمَا خَلْفَهُم وَلَا يُحِيْطُوْن بِشَيْء مِّن عِلْمِه إِلَا بِمَا شَآَء هَذِه الْآَيَة تُخْبِرُنَا بِأَن أَهْل الْسَّمَوَات وَالْأَرْض وَغَيْرِهِم حَتَّى أَوْلِيَاء الْجِن لَا يُحِيْطُوْن بِشَيْء مِن عِلْم الْلَّه مِن مَعْلُوْمَات الْلَّه إِلَا بِالْقَدْر الَّذِي عَلَّمَهُم الْلَّه ، الْقِدْر الَّذِي شَاء الْلَّه أَن يَعْلَمُوْنَه، كَذَلِك الْمَلَائِكَة لَا يَعْلَمُوْن إِلَا مَا عَلَّمَهُم الْلَّه وَ كَذَلِك الْأَوْلِيَاء ، الَلّه تَعَالَى هُوَالَّذِي أَحَاط بِكُل شَيْء عِلْما ، سَيِّدِنَا مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم ذَات يَوْم ضَاعَت نَاقَة لَه ، فَقَال بَعْض الْكُفَّار مُسْتَهْزِئَا بِالْرَّسُوْل أَن مُحَمَّدا يَزْعُم أَنَّه يُؤْتِيَه خَبَر الْسَّمَاء وَهَوْلَا يَدْرِي أَيْن نَاقَتُه الَّتِي ضَاعَت ، ثُم قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم : أَنِّي لَا أَعْلَم إِلَّا مَا عَلَّمَنِي رَبِّي وَإِنَّهَا بِمَكَان كَذَا ، فَذَهَبُوا فَوَجَدُوْهَا فِي الْمَكَان الَّذِي اخْبَر رَسُوْل الْلَّه . الْأَنْبِيَاء لَا يَعْلَمُوْن إِلَا مَا عَلَّمَهُم الْلَّه فَكَيْف الْجِن الَّذِي لَيْس فِيْهِم نَبِي وَلَكِن فِيْهِم أَوْلِيَاء ، وَإِنَّمَا الْجِن يَأْخُذُوْن أُمُوْر الْدِّيْن مِن أَنْبِيَاء الْبَشَر . وَسِع كُرْسِيُّه الْسَّمَوَات وَالْأَرْض قَال الْلَّه تَبَارَك وَتَعَالَى: وَسِع كُرْسِيُّه الْسَّمَوَات وَالْأَرْض الْكُرْسِي هِوجُرّم كَبِيْر عَظِيْم خَلَقَه الْلَّه تَعَالَى . جَاء عَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم أَنَّه قَال : الْسَّمَوَات الْسَبْع فِي جَنْب الْكُرْسِي كَحَلْقَة مُلْقَاة فِي فَلَاة مِن الْأَرْض . الْفَلَاة هِي الْأَرْض الْبَرِّيَّة ، وَمَعْنَى قَوْل الْرَّسُوْل عَلَيْه الْصَّلَاة وَالْسَّلام أَن الْسَّمَوَات الْسَّبْع الَّتِي كُل وَاحِدَة مِنْهَا أَعْظَم مِن أَرْضُنَا هَذِه ، كُل الْسَّمَوَات الْسَّبْع بِالْنَّسْبَة لِلْكُرْسِي كَحَلْقَة مُلْقَاة فِي فَلَاة مِن الْأَرْض ، هَذَا الْكُرْسِي الَّذِي يَقُوْل الْلَّه عَنْه وَسِع كُرْسِيُّه ا لْسَّمَوَات وَالْأَرْض أَي أَن ذَلِك الْكُرْسِي وَإِن كَان صَغِيْرا بِالْنِّسْبَة لِلْعَرْش يَسَع الْسَّمَوَات وَالْأَرْض . وَقَد جَاء فِي حَدِيْث رُوِي عَن أَبِي ذَر الْغِفَارِي أَنَّه قَال قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم : مَا الْسَّمَوَات الْسَّبْع فِي جَنْب الْكُرْسِي إِلَا كَحَلَقَة مُلْقَاة فِي فَلَاة مِن الْأَرْض وَفَضْل الْعَرْش عَلَى الْكُرْسِي كَفَضْل الْفَلَاة عَلَى الْحَلَقَة . وَهَذَا الْعَرْش الْكَرِيْم يَكُوْن بِالْنِّسْبَة إِلَى الْكُرْسِي زَائِدا فِي إِتِّسَاع الْمَسَاحَة لِعُظْم جِرْمِه كَمَا تَكُوْن الْحَلَقَة فِي الْفَلَاة ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلُه تَعَال: وَسِع كُرْسِيُّه الْسَّمَوَات وَالْأَرْض . وَلَا يَؤُدِه حِفْظُهُمَا قَال الْلَّه تَعَالَى: وَلَا يَؤُدُه حِفْظُهُمَا أَي كُل شَيْء خَلَقَه الْلَّه تَعَالَى ، وَكُلُّهَا هَيْنَة عَلَى الْلَّه ، كَمَا أَن خَلْق الذَّرَّة هَيْنَة عَلَى الْلَّه كَذَلِك الْسَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْعَرْش ، لَا يَصْعُب شَيْء عَلَى الْلَّه وَلَا يُصِيْبُه تَعَب . فَاللَّه تَعَالَى خَلَق الْسَّمَوَات وَالْأَرْض بِقُدْرَتِه، فَاللَّه لَيْس كَمِثْلِه شَيْء فَهُوَيَفْعَل مَا يُرِيْد أَي أَنَّه تَعَالَى يَخْلُق مَا يَشَاء بِلَا تَعَب وَلَا مَشَقَّة تَلْحَقُه ، لِذَلِك رَبِّنَا تَبَارَك وَتَعَالَى كَذَّب الْيَهُوْد لَمَّا قَالُوْا إِن الْلَّه تَعَالَى خَلَق الْسَّمَوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام ثُم تَعِب . قَالُوْا انْتَهَى مِن خَلْق الْسَّمَوَات وَالْأَرْض يَوْم الْجُمُعَة فَأَصَابَه تَعِب فَاسْتَلْقَى لِيَسْتَرِيْح ، الَلّه تَعَالَى كَذِبُهُم قَال الْلَّه تَعَالَى: وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوْب أَي لَا يَصْعُب عَلَى الْلَّه تَعَالَى حِفْظُه لِلْسَّمَوَات وَالَأَرَض ، لَا يَصْعُب عَلَى الْلَّه شَيْء . وَهُوَالْعَلِي الْعَظِيْم الْعَلِي إِذَا أُطْلِق عَلَى الْلَّه مَعْنَاه عَلِوَالْقَدّر وَالْدَّرَجَة ، لَيْس مَعْنَاه أَنَّه مُتَحَيِّز فِي الْجِهَة الْعُلْيَا مِن الْعَالَم ، فَاللَّه تَعَالَى مُنَزَّه عَنْه ، لِأَن هَذَا عَلُوَالْمَكَان مِن صِفَات الْمَخْلُوْقِيْن . الْمَلَائِكَة الِحَافُون بِالْعَرْش مَقَامِهِم حَوْل الْعَرْش ، فَلَا يُوْجَد مَوْضِع أَرْبَع أَصَابِع فِي الْسَّمَوَات الْسَّبْع إِلَا وَفِيْه مَلَك قَائِم أَوَرَاكِع أَوْسَاجِد ، هَذِه الْسَّمَوَات مَع اتِّسَاع مِسَاحَتُهَا فَهِي لَيْسَت فَرَاغَا بَل مَشْحُوْنَة بِالْمَلَائِكَة ، مِنْهُم قِيَام وَمِنْهُم رُكُوْع وَمِنْهُم سُجُوْد ، هَذِه الْسَّمَوَات الْسَبْع الَّتِي هِي مَشْحُوْنَة بِهَؤُلَاء الْمَلَائِكَة الْكَثِيْرِيْن لَا تُتْعِب الْلَّه بِحِفْظِهَا ، فَهَذَا الْعَلِي أَي عَلِوَالْقَدّر فَاللَّه تَعَالَى عَلَي أَي أَقْدِر مِن كُل قَادِر، الْقَوِي بِمَعْنَى الْقَادِر بِالْلُغَة الْأَصْلِيَّة ، الَلّه تَعَالَى يُسَمَّى قَادِرا وَيُسَمَّى قَوِيّا وَيُسَمَّى ذَا الْقُوَّة وَيُسَمَّى ذَا الْقُدْرَة . قَال الْلَّه تَعَالَى : إِن الْلَّه هُوَالرَّزَّاق ذُو الْقُوَّة الْمَتِيْن و أَمَّا فَضَائِل آَيَة الْكُرْسِي فَكَثِيْرَة مِنْهَا أَن الَّذِي يَقْرَأُهَا قِرَاءَة صَحِيْحَة مَضْمُوْن لَه أَن يُحْرَس مِن الْشَّيَاطِيْن ، مَن قَرَأَهَا فِي لَيْل فَإِنَّه مَحْرُوْس مِنْهُم إِلَى الْصَّبَاح ، مَن قَرَأَهَا كُل مَسَاء فَهُو مَحْرُوس مِن الْشَّيَاطِيْن . لَكِن هَذَا الْسِّر لَا يَكُوْن مَضْمُوْنا إِلَا كَمَا أَنْزَلَهَا الْلَّه مِن غَيْر أَ ن يُغَيِّر بِحُرُوْفِهَا أوَيُبَدّل حُرُوْفِهَا |
2 مشترك
تفسير اية الكرسي
✿مَشَاعِر خَجَوَّلۃ✿- .][ دَيَوْمّي مُدِيْر ][.
- عدد المساهمات : 130
عدد تُقيٌُيميَ..} : 6
أنأ سَجٌلتً يًــوؤمً..} : 29/05/2011
مُكــآنًي..} : في قلب ديووومهـ
- مساهمة رقم 1
تفسير اية الكرسي
روروالقـــحــــطانـــي- .][ دَيَوْمّي مُشْرِف ][.
- عدد المساهمات : 68
عدد تُقيٌُيميَ..} : 2
أنأ سَجٌلتً يًــوؤمً..} : 17/06/2011
مُكــآنًي..} : داربومتعب
- مساهمة رقم 2
رد: تفسير اية الكرسي
الله يجزاك لجنةياالعسل مشكووووووووووووووووووووؤؤؤؤؤؤؤؤرةوالله